ثورتنا: ثورة شعبية ضد كل انواع الاستبداد و من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية

282232_374787675932794_1672348593_n
مر أكثر من عامين على ثورة جماهير شعبنا وشبابها ضد نظام مستبد فاسد احتكر السلطة والثروة الحق العام وبطش بكل عمل سياسي او ثقافي او اجتماعي مستقل او معارض له لصالح طغمة ضيقة من البرجوازيين. ومارس عملية افقار واسعة للغالبية العظمى من السوريين من خلال تطبيق سياسات نيوليبرالية بشعة تسارعت في عهد الاسد الابن تم خلالها خصخصة حتى التعليم والصحة
في حين كانت تزدهر في سوريا طبقة برجوازية كبيرة وقوية مرتبطة عضويا بنظام الطغمة الدكتاتوري الحاكم٫ هذه الطبقة التي ما تزال في كتلتها الغالبة تدافع عن بقاء النظام ولم تتخلى عنه رغم هجرة ٥٠ الفا منها الى خارج البلاد حاملين معهم أموال كسبوها من نهب قوة عمل الكادحين في بلادنا، لكن عوامل الانتفاض كانت تنمو منذ عام 2006 مع تزايد ملحوظ للاحتجاجات الجماهيرية والعمالية 
واندلعت الثورة الشعبية في اذار 2011 سلمية في الياتها ومطالبها، في سياق من الثورات التي اجتاحت وماتزال المنطقة، كان رد الدكتاتورية وما يزال دمويا على مطالب الشعب الثائر بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية٫ وكان طبيعيا ان تكون ردة الفعل على وحشية نظام الطغمة وممارسته لسياسة الارض المحروقة بحق المناطق الثائرة ظهور المقاومة الشعبية المسلحة التي حاول من خلالها المقاومون حماية التظاهرات وبلداتهم واحيائهم٫ ولكننا شهدنا ايضا بروز مجموعات جهادية وتكفيرية وبزغت اخرى طائفية برضاء النظام الدكتاتوري واحيانا بمساعدة منه٫ هذه المجموعات وان كانت ما تزال تشكل اقلية مقارنة بالمسار العام الجماهيري للثورة ، لكن من الواجب القول انها اصبحت تشكل أحد مكونات الثورة المضادة وخطرا حقيقيا علي الثورة الشعبية ووجها اخر لنفس عملة النظام الاستبدادي ٫ و ولكن لم تتأخر المظاهرات ضد الهيئات الشرعية الرجعية وهذه المجموعات التكفيرية والطائفية في العديد من المدن لتوكد لفظ جماهيرنا الشعبية لقوى الثورة المضادة كما تشير المواجهات المسلحة معها من قبل الجيش السوري الحر الى ارادة ثورية اصبحت ضرورية بمواجهة هذه القوى الفاشية المضادة للثورة بكل حزم وضرورة سحقها
يتابع نظام الطغمة تدميره للبلدات والمدن وتهجير السكان والقتل والاعتقال بدعم كامل من حلفائه روسيا وايران والعراق وحزب الله دعمهم له وعدم تخليهم عنه ولو علي حساب انهار من دماء الشعب السوري٫ في نفس الوقت الذي تتوافق فيه الحكومات الاقليمية والغربية التي تدعي صداقتها للشعب السوري على حل تفاوضي بين النظام والمعارضة بمعنى انها مع تغيير جزئي وفوقي في النظام نفسه وهو مضمون وثيقة جنيف الاولى في حزيران الماضي، وتسعى، منذ أيار الماضي، مع حلفاء النظام الى الاعداد الى جنيف الثانية. وتقوم هذه القوى الاقليمية والدولية بهيكلة المعارضة السورية التابعة لها بما يتوافق مع مصالحها كالمجلس الوطني او الائتلاف الوطني٫ اللذان تحولا الى ورقة بيد هذه الدول في سياق مفاوضاتها مع روسيا والنظام الدكتاتوري. والحقيقة هي انه ليس للدول الاقليمية والغربية مصلحة لها في انتصار الثورة الشعبية في سوريا٫ فانتصارها سيقلب كل معادلات النفوذ في المنطقة وسينقل لهيبها الى دول الخليج والسعودية احد قطبي النفوذ الامبريالي في المنطقة كما سيعرض الدولة الصهيونية الى خطر جدي وهي القطب الثاني للنفوذ الامبريالي في منطقتنا
ثورتنا عظيمة حقا ولكنها ثورة شعبية يتيمة٫ لا سند لها حقيقي وصادق سوى في السيرورات الثورية الجارية في بقية بلدان المنطقة التي توثر بها وتتأثر بها٫ هؤلاء هم حلفاؤنا الحقيقيون ولا احد اخر. والدرس الأساسي هو ان علينا الاعتماد على قوانا الذاتية وطاقات شعبنا الهائلة اساسا
وبرغم كل هذه التحديات والمخاطر التي تتعرض لها الثورة الشعبية، لكنها ما ماتزال متمسكة بأهداف الثورة الاصيلة بضرورة اسقاط النظام الدكتاتوري وارساء نظام ديمقراطي حقيقي يقوم على احترام الحريات العامة وازدهار الحياة السياسية والحزبية والثقافية والنقابية وحقوق المرأة والاقليات العرقية وحرية المعتقدات والشرائع على اساس من فصل الدين عن الدولة٫ ومحاربة الطائفية، وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية
لا عودة الى الوراء لزمن القهر والكبت والاستبداد٫ مهما شهدت ثورتنا من منعطفات وتحديات وربما تراجعات مؤقتة٫ لأن الدوافع العميقة لها لم تكن سياسية أنها بل انها اقتصادية-اجتماعية عميقة ستدفع بها قدما الى الامام ولسنوات قادمة. فالجماهير الشعبية استطاعت بشكل رائع خلق اشكال تنظيمها الذاتي واطلقت عليه اسم التنسيقيات٫ كما انها شكلت اجنة لحكمها الذاتي ٫ وبالرغم مما يعتريها من مثالب٫ باسم المجالس المحلية والمدنية٫ هذه الاشكال القاعدية لكفاح جماهير الكادحين في بلادنا اصبحت مكونا اساسيا من تراث كفاحها ومن مكونات وعيها الثوري٫ الراهن والمستقبلي، انها الديمقراطية من الاسفل التي ندعو اليها وهي مقدمة للاشتراكية من الاسفل التي نناضل من أجلها
لقد تشكل وانخرط تيار اليسار الثوري بلا تردد في الثورة منذ بدايتها بالرغم من تواضع امكانياته٫ داعيا الى اقصى درجات تجذيرها الديمقراطي والاجتماعي. فنحن نناضل كغالبية جماهير شعبنا وقواه الديمقراطية من اجل انتصار الثورة الشعبية العظيمة، كما اننا نناضل في سياق الثورة من أجل بناء الحزب العمالي الاشتراكي والجماهيري حزب العمال والكادحين حزب الاشتراكية الثورية٫ اننا ندعو كل الثائرين من الشباب والشابات وكل رافعي راية الاشتراكية الى الانضمام الى صفوفنا من اجل الارتقاء بهاتين المهمتين العظيمتين

المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية لكافة المعتقلين

والنصر للثورة الشعبية
كل السلطة والثروة للشعب
تيار اليسار الثوري في سوريا
فرع حماة – السلمية في19 تموز 2013

Leave a comment